فصل: موعظة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: موارد الظمآن لدروس الزمان



.موعظة:

أين من عمر العمائر والفلل واحترس أين من عمر الحدائق وغرس ونصب لنفسه سرير العز وجلس وبلغ الغاية في العتو والطغيان وعن الحق انتكس وظن في نَفْسهُ البقاء ولكن خاب الظن في النفس، أقلقهُ خوف الموت واختلس وأنزل بالقهر عن ظهر الفرس وحمل إلى دار البَلاء فانطمس وتركه في ظلام ظلمة من الجهل والدنس فالعاقل من اغتنم الوَقْت قبل أن يختلس وصبر نَفْسهُ على طاعة مولاه إلى أن تنتهي الحياة وَيَنْقَطِعُ النَّفْس، وَأَكْثِرْ مِنْ سُؤَال اللهِ أَنْ يُوفِقَكَ وَيُعِينَكَ
إِذَا كَانَ عَوْنُ اللهِ لِلْعَبْدِ مُسْعِفًا ** تَهَيَّا لَهُ فِي كُلِّ أَمْرٍ مُرَادُهُ

وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَوْنُ الله لِلْفَتَى ** فَأَكْثَرُ مَا يَجْنِي عَلَيْهِ اجْتِهَادُهُ

آخر:
فَكَابِدْ إِلَى أَنْ تَبْلُغِ النَّفْسُ عُذْرِهَا ** وَكُنْ فِي اقْتِبَاسِ الْعِلْمِ طلاع أَنْجُدِ

وَلا يَذْهَبَنَّ الْعُمْرُ مِنْكَ سَبَهْللاً ** وَلا تُغْبَنَنْ بِالنِّعْمَتَيْنِ بَلْ أَجْهِدِ

فَمَنْ هَجَرَ اللَّذَاتِ نَالَ الْمُنَى وَمَنْ ** أَكَبَّ عَلَى اللَّذَاتِ غَضَّ عَلَى إليد

آخر:
نَبْنِي وَنَجْمَعُ وَالآثَارُ تَنْدَرِسُ ** وَنَأْمَلُ اللُّبْثَ وَالأَعْمَارُ تُخْتَلَسُ

ذَا اللُّبِ فَكِّرْ فَمَا ذَا الْعَيْشِ مِنْ طَمَعٍ ** لا بُدَّ مَا يَنْتَهِي أَمْرٌ وَيَنْعَكِسُ

أَيْنَ الْمُلُوكُ وَأَبْنَاءُ الْمُلُوكِ وَمَنْ ** كَانُوا إِذَا النَّاسُ قَامُوا هَيْبَةً جَلَسُوا

وَمَنْ سُيُوفُهُمْ فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ ** تَخْشَى وَدُونَهُمْ الْحُجَّابُ وَالْحَرَسُ

أَضْحَوْا بِمَهْلَكَةٍ فِي وَسْطِ مَعْرَكَةٍ ** صَرْعَى وَصَارُوا بِبَطْنِ الأَرْضِ وَانْطَمَسُوا

وَعَمَّهُهُمْ حَدَثٌ وَضَمَّهُمْ جَدَثٌ ** بَاتُوا فَهُمْ جُثَثٌ فِي الرَّمْسِ قَدْ حُبِسُوا

كَأَنَّهُمْ قَطُ مَا كَانُوا وَمَا خُلِقُوا ** وَمَاتَ ذِكْرُهُمْ بَيْنَ الْوَرَى وَنُسُوا

وَاللهِ لَوْ عَايَنَتْ عَيْنَاكَ مَا صَنَعَتْ ** أَيْدِي الْبِلَى بِهِمُوا وَالدُّودُ يَفْتَرِسُ

لَعَايَنَتْ مَنْظِرًا تُشْجَى الْقُلُوبُ لَهُ ** وَأَبْصَرَتْ مُنْكَرًا مِنْ دُونِه الْبَلَسُ

مِنْ أَوْجُهٍ نَاظِرَاتٍ حَارَ نَاظِرُهَا ** فِي رَوْنَقِ الْحُسْنِ مِنْهَا كَيْفَ يَنْطَمِسُ

وَأَعْظُمٍ بَالياتٍ مَا بِهَا رَمَقٌ ** وَلَيْسَ تَبْقَى لِهَذَا وَهِيَ تُنْتَهَسُ

وَأَلْسُنٍ نَاطِقَاتٍ زَانَهَا أَدَبٌ ** مَا شَأْنُهَا شَانَهَا فِي الْمَنْطِقِ الْخَرَسُ

حَتَّامَ يَا ذَا النُّهَى لا تَرْعَوِي سَفَهًا ** وَدَمْعَ عَيْنَيْكَ لا يَهْمِي وَيَنْبَجِسُ

اللَّهُمَّ اهدنا بهداك إلى صراطك المستقيم ووفقنا للقيام بحقك على الوجه المطلوب يا كريم وَاجْعَلْنَا يا مولانَا ممن أتاك بقلب سليم واغفر لنا وَلِوالدينَا وَلِجَمِيعِ المُسْلمين بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وصلّى اللهُ على محمدٍ وآله وصَحْبِهِ أَجْمَعِين.
فصل:
ومِمَّا يتأكد اجتنابه في رمضان وغيره الشتم وَهُوَ رمي أعراض النَّاس بالمعائب القبيحة وذكرهم بقبيح القول حضرًا أو غيبًا. عن سهل بن سعد قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الْجَنَّة». رواه البخاري. وعن عَبْد اللهِ بن مسعود قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر». وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «يا معشر من آمن بلِسَانه ولم يفض الإِيمَان إلى قَلْبهُ لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عورات المسلمين يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته».
وفي حديث المعراج: «ومررت بقوم لَهُمْ أظفار من نحاسٍ يخمشون وجوههم وصدورهم، فقُلْتُ: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الَّذِينَ يأكلون لحوم النَّاس ويقعون في أعراضهم».
وَقَالَ سفيان بن حسين: ذكرت رجلاً بسوء عَنْدَ إياس بن معاوية فنظر في وجهي وَقَالَ: أغزوت الروم؟ قُلْتُ: لا، قال: أغزوت السند والهند والترك؟ قُلْتُ: لا، قال: أفسلم منك الروم والسند والهند ولم يسلم منك أخوك المسلم؟ قال: فلم أعد بعدها، وقل: أن تجد مولعًا بلحوم الغوافل عيابًا للناس إِلا وفيه من العيوب ما لو اشتغل بإصلاح بعضها لكَانَ أولى به، وأحفظ لوقته، وأسلم لدينه، وأسلم لعرضه فإنه إذا عابهم عابوه وأكثروا فيه ويستمرون في البذاءة والوقاحة ولا يمل بل يفرح.
إِذَا أَنْتَ عِبْتَ النَّاسَ عَابُوا وَأَكْثَرُوا ** عَلَيْكَ وَأَبْدَوا فِيكَ مَا كَانَ يُسْتَرُ

وَإِمَّا ذَكَرَتْ النَّاسَ فَاتْرُكْ عُيُوبَهم ** وَلا عَيْبَ إِلا مِثْلَ مَا فِيكَ يُذْكَرُ

فَإِنْ عِبْتَ قَوْمًا بِالَّذِي فِيكَ مِثْلُهُ ** فَكَيْفَ يَعِيبُ الْعُورَ مَنْ هُوَ أَعْوَرُ

وَإِنْ عِبْتَ قَوْمًا بِالَّذِي لَيْسَ فِيهِمْ ** فَذَلِكَ عِنْدَ النَّاسِ وَاللهُ أَكْبَرُ

آخر:
قَبِيحٌ مِن الإِنْسَانِ يَنْسَى عُيُوبَهُ ** وَيَذْكُرْ عَيْبًا فِي أَخِيهِ قَدْ اخْتَفَى

وَلَوْ كَانَ ذَا عَقْلٍ لَمَا عَابَ غَيْرَهُ ** وَفِيهِ عُيُوبٌ لَوْ رَآهَا بِهَا اكْتَفَى

آخر:
وَمَطْرُوفَةٍ عَيْنَاهُ عَنْ عَيْبِ نَفْسِهِ ** وَإِنْ بَانَ عَيْبٌ مِنْ أَخِيهِ تَبَصَّرَا

آخر:
أَتَبُصْرُ فِي الْعَيْنِ مِنّيْ الْقَذَا ** وَفِي عَيْنِكَ الْجِذْعُ لا تُبْصِرُ

وَلا أَحْسَنَ مِن الإِعْرَاضِ عَن السفيه والدني قال بَعْضهمْ:
إِذَا جَارَيْتَ فِي خُلُقِ دَنِيئًا ** فَأَنْتَ وَمَنْ تُجَارِيهِ سَوَاء

آخر:
وَمَنْ رَدَّ الْكَلامَ عَلَى سَفِيهٍ ** كَمَنْ دَفَعَ السِّلاحَ إِلَى عَدُوٍ

آخر:
لَوْ كُلُّ كَلْبٍ عَوَى أَلْقَمْتَهُ حَجَرًا ** لأَصْبَحَ الصَّخْرُ مِثْقَالاً بِدِينَارِ

آخر:
أَوَكَلَّمَا طَنَّ الذُّبَابُ زَجَرْتُهُ ** إِنَّ الذُّبَابَ إِذًا عليَّ كَرِيمُ

آخر:
فَمَا كُلُّ كَلْبٍ نَابِحٍ يَسْتَفِزَّنِي ** وَلا كُلُّ مَا طَنَّ الذُّبَابُ أَرَوَّعُ

آخر:
وَلَوْ كُلَّمَا كَلْبُ عَوَى مِلْتُ نَحْوَهُ ** أُجَاو ِبُهُ إِنَّ الْكِلابَ كَثِيرُ

وعن معاذ بن جبل رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أخبرني بعمل يدخلني الْجَنَّة ويباعدني من النار. قال: «لَقَدْ سألت عن عَظِيم وإنه ليسير على من يسره الله عَلَيْهِ تعبد الله لا تشرك به شَيْئًا، وتقيم الصَّلاة وتؤتي الزَّكَاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت». ثُمَّ قال له: «ألا أدليك على أبواب الْخَيْر الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل» ثُمَّ تلا: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} حتى بلغ: {يَعْمَلُونَ}.
ثُمَّ قال: «ألا أخبرك برأس الأَمْر وعموده وذروة سنامه؟» قُلْتُ: بلى يَا رَسُولَ اللهِ. قال: «رأس الأَمْر الإسلام، وعموده الصَّلاة وذروة سنامه الجهاد». ثُمَّ قال: «قال: ألا أخبرك بملاك ذَلِكَ كله؟» قُلْتُ: بلى يَا رَسُولَ اللهِ. فأخذ بلِسَانه ثُمَّ قال: «كف عَلَيْكَ هَذَا». قُلْتُ: يا نَبِيّ اللهِ وانَا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فَقَالَ: «ثكلتك أمك، وهل يكب النَّاس في النار على مناخرهم» أو قال: «على وجوهم إِلا حصائد ألسنتهم». رواه الترمذي.
أَلا أحْفَظْ لِسَانَكَ إِنَّ اللِّسَا ** نَ سَرِيعُ إِلَى الْمر فِي قَتْلِهِ

وَإِنَّ اللِّسَانَ دَلِيلُ الْفُؤَادِ ** يَدُلُّ الرِّجَالَ عَلَى عَقْلِه

آخر:
اغْمِدْ لِسَانَكَ لا يَنْسَلَّ عَنْ فَمِّهِ ** فَإِنَّهُ فِي عُيُوبِ الْخَلْقِ طَعَّانُ

لَوْ لَمْ يَكُنْ مِثْلَ يَأْجُوجَ اللِّسَانُ إذًا ** لَمْ يُبْنَ مِنْ دُونِهِ كَالسَّدِ أَسْنَانُ

آخر:
لِسَانُ الْمَرْءِ لَيْثُ فِي كَمِين ** إِذَا خَلَى عَلَيْهِ لَهُ إِغَارَةْ

فَصُنْهُ عَنْ الْخَنَا بِلِجَام صَمْتٍ ** يَكُنْ لَكَ مِنْ بَلِيَاتٍ سَتَارَةْ

آخر:
وَأحْفَظْ لِسَانَكَ وَاحْتَرِزْ مِنْ لَفْظِهِ ** فَالْمَرْءُ يَسْلَمُ بِاللِّسَانِ وَيَعْطَبُ

آخر:
أحْفَظِ لِسَانَكَ لا تَقُولُ فَتُبْتَلَى ** إِنَّ الْبَلاءَ مُوَكَّلُ بِالْمَنْطِق

آخر:
لِسَانَكَ لَكَ الْمَمْلُوكُ مَا دُمْتَ صَامِتًا ** وَأَنْتَ لَهُ الْمَمْلُوكُ حِينَ تَكَلَّمُ

آخر:
يَكُب الْفَتَى فِي النَّارِ حَصْدُ لِسَانِهِ ** وَإِرْسَالُ طَرْفِ الْمَرْءِ أَنْكَى فَقَيّد

آخر:
مَا إِنْ نَدِمْتُ عَلَى سُكُوتِي مَرَّة ** وَلَقَدْ نَدِمْتُ عَلَى الْكَلامِ مِرَارًا

وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ». رَوَاهُ أَحَمْدُ والتِّرْمِذِي. وَخَرَّجَ الْبَزَّارُ من حديث أَبِي بُسْر أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلْنِي الْجَنَّةِ قَالَ: «أَمْسِكْ هَذَا». وَأَشَارَ إِلى لِسَانه فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ وقَالَ: «ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ هَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي النَّارِ إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ». والمراد بحصائد الألسن جزاء الكلام المحرم وعقوباته، فإن الإِنْسَان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ثُمَّ يحصد يوم القيامة ما زرع فمن زرع خيرًا من قول أو عمل حصد الكرامة ومن زرع شرًّا من قول أو عملٍ حصد الندامة وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةِ عن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان الفم والفرج». رواه الإمام أَحَمَد والترمذي وخَرَجَ البخاري والترمذي عن سهل بن سعد قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الْجَنَّة».
وفي الْحَدِيث الآخِر أنه صلى الله عَلَيْهِ وسلم قال: «أتدرون من المفلس؟» قَالُوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فَقَالَ: «إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة ويأتي وقَدْ شتم هَذَا، وقذف هَذَا، وأكل مال هَذَا، وسفك دم هَذَا، وضرب هَذَا فيأخذ هَذَا من حسناته وهَذَا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عَلَيْهِ أخذ من خطاياهم فطرحت عَلَيْهِ ثُمَّ طرح في النار». رواه مسلم والترمذي ومِمَّا يتأكد اجتنابه الفحش وَهُوَ كُلّ ما اشتد قبحه من الذُّنُوب والمعاصي وكَذَلِكَ الرياء نسأل الله السلامة مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوب.
مَنْ شَاءَ عَيْشًا رَخيًا يَسْتَفِيدُ بِهِ ** فِي دِينِهِ ثُمَّ فِي دُنْيَاهُ إِقْبَالا

فَلْيَنْظُرَنَّ إِلَى مَنْ فَوْقَهُ بِتُقَى ** والْيَنْظُرَنَّ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ حَالا

عن أَبِي هُرَيْرَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «من لم يدع قول الزور والْعَمَل به فلَيْسَ لله حَاجَة في أن يدع طعامه وشرابه». رواه البخاري وَأَبُو دَاود واللفظ له.
ويسن لمن شتم وَهُوَ صائم أن يَقُولُ: «إني صائم». سواء في رمضان أو غيره لما ورد عن أَبِي هُرَيْرَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم قال: «إذا كَانَ صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم». متفق عَلَيْهِ.
تَزَوَّدْ مَا اسْتَطَعْتَ لِدَارِ خُلْدٍ ** فَخَيْرُ الزَّادِ زَادُ الْمُتَّقِينَا

وَلا يَغْرُرْكَ فِي الدُّنْيَا ثَرَاءٌ ** هُنَاكَ تَرَى أُجُورُ الْعَامِلِينَا

تَبَصَّرْ يَا هَدَاكَ اللهُ إِنَّا ** نَسِيرُ عَلَى طَرِيقِ السَّابِقِينَا

فَإِنَّ الْمَوْتَ غَايَةُ كُُلِّ حَيٍ ** وَبَطْنُ الأَرْضِ مَثْوَى الْعَالَمِينَا

أَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنَّ اللاءَ كَانُوا ** مُلُوكًا فِي الْقُرُونِ الْغَابِرِينَا

أَضَاعُوا الْعُمْرَ فِي لَهْوٍ وَظُلْمٍ ** وَحَادُوا عَنْ طَرِيقِ الْمُتَّقِينَا

وَلَمْ يَجِدُوا لِدَفْعِ الْمَوْتِ عَنْهُمْ ** سَبِيالاً فَاسْتَكَانُوا صَاغِرِينَا

نَعِيمُ الْخُلْدِ لا يَفْنَى فَسَارِعْ ** لأَعْمَالِ الْعِبَادِ الصَّالِحِينَا

اللَّهُمَّ اختم بالأعمال الصالحات أعمارنا وحقق بِفَضْلِكَ آمالنا وسهل لبلوغ رضاك سبلنا وحسن في جَمِيع الأَحْوَال أعمالنا يا منقذ الغرقى ويا منجي الهلكى ويا دائم الإحسان أذقنا برد عفوك وأنلنا من كرمك وجودك ما تقر به عيوننا من رؤيتك في جنات النَّعِيم واغفر لنا وَلِوالدينَا وَلِجَمِيعِ المُسْلمين بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وصلّى اللهُ على محمدٍ وآله وصَحْبِهِ أَجْمَعِين.
موعظة:
قال ابن الجوزي رَحِمَهُ اللهُ: الحذر الحذر من المعاصي فإنها سيئة العواقب، والحذر الحذر من الذُّنُوب خصوصًا ذنوب الخلوات فإن المبارزة لله تَعَالَى تسقط الْعَبْد من عينه سُبْحَانَهُ ولا ينال لذة المعاصي إِلا دائم الغَفْلَة، فأما المُؤْمِن اليقظان فإنه لا يلتذ بها، لأنه عَنْدَ التذاذه يقف بإزائه علمه بتحريمها وحذره من عقوبتها، فإن قويت معرفته رأى بعين علمه قرب الناهي وَهُوَ الله فيتنغص عيشه في حال التذاذه فإن غلبه سكر الهوى كَانَ الْقَلْب متنغصًا بهذه المراقبات وإن كَانَ الطبع في شهوته فما هِيَ إِلا لحظة ثُمَّ خزي دائم وندم ملازم وبُكَاء متواصل وأسف على ما كَانَ مَعَ طول الزمان حتى إنه لو تيقن العفو وقف بإزائه حذار العتاب فأف للذنوب ما أقبح آثارها وأسوء وأخبارها. انتهى.
أَيَضْمَنُ لِي فَتَىً تَرْكَ الْمَعَاصِي ** وَأَرْهَنُهُ الْكَفَالَةَ بِالْخَلاصِ

أَطَاعَ اللهَ قَوْمٌ فَاسْتَرَاحُوا ** وَلَمْ يَتَجَرَّعُوا غُصَصَ الْمَعَاصِي

آخر:
خَلِيلِي إِنِّي مَا غَبَطْتُ سِوَى الَّذِي ** أَتَى مُخْلِصًا للهِ رَبِّ الْبَرِيَّةِ

يَقُومُ طِوَالَ اللَّيْلِ تَجْرِي دُمُوعُهُ ** عَلَى مَا مَضَى مِنْ مُوبِقَاتٍ وَزَلَّتِي

آخر:
مَنْ مِثْلُ رَبِّكَ تَعْصِيه وَتَهْجُرُهُ ** وَيُسْبِلُ السِّتْرَ يَا ذَا الْغَدْرِ فَارْتَدعِ

يَا نَاقِضَ الْعَهْدِ يَا مَنْ حَاله قُبحتْ ** مَعَ الإِلهِ بِلا خَوْفٍ وَلا جَزَع

ضَيَّعْتَ عُمْرَكَ تَسْوِيفًا بِلا عَمَلٍ ** تُمْسِي وَتُصْبِحُ بَيْنَ الْحِرْصِ وَالطَّمَعِ

وَتَسْمَعُ الْوَعْظَ لانْتِهَاكَ زَاجِرَةُ ** بَلْ أَنْتَ فِي غَفْلَة عَنْ ذَاكَ فَاسْتَمِع

فَقُمْ لِتَقْرَعَ بَابًا لِلَّذِي كَثُرتْ ** لِلسَّائِلِينَ عَطَايَاهُ وَأَنْتَ مَعِي

لَعَلَّهُ أَنْ يَرَانَا تَائِبِينَ لَهُ ** يَمُنُّ بِالْعَفْوِ عَنْ عِصْيَانِنَا الشَّنِع

وَاللهُ أَعْلَمُ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وآله وصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.